جوليان أسانج في قبضة الأمريكان

جوليان أسانج في قبضة الأمريكان

باسم ثروت

 

 

حكمت المحكمة العليا في بريطانيا بإلغاء قرار عدم ترحيل جوليان أسانج، وجاء الحكم بعد رفض قاضٍ بريطاني طلب الولايات المتحدة تسليم أسانج في شهر يناير الماضي، وها قد حكمت المحكمة العليا بسقوط هذا القرار.

 

 فمن هو جوليان أسانج ولماذا تسعى الولايات المتحدة جاهدة للقبض عليه؟

 

تعود قصة أسانج إلى العام 2006 حين أسس «ويكيليكس» التي تعد منصة تسمح للمسربين مشاركة المعلومات والوثائق الحكومية السرية دون الخوف من كشف هويتهم، بهدف إيصال الحقائق عما تقوم به الدول، والمنظمات الأمنية، والسياسية، والعسكرية.

 

إلى هنا كانت الامور على ما يرام، حتى جاء العام 2010، حين قامت وكالة ويكيليكس بنشر تسريبات عن الكثير من الأحداث السياسية والعسكرية في العالم، وخصوصاً عن الجيش الأمريكي.

 

ومن أهم الوثائق والرسائل التي سربها أسانج، رسائل بريد إلكتروني تابعة لحملة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، عطفاً على وثائق توضح دور الحكومة البريطانية في مساعدة وكالة المخابرات الأمريكية المركزية للتنصت على مستخدمي الأجهزة الذكية من شركة سامسونغ، عن طريق تشغيل الميكروفونات في التلفاز بدون علمهم.

 

بالإضافة إلى مجموعة من الوثائق السرية حول الأعمال العسكرية الأمريكية خارج الولايات المتحدة، وأصدرت أكثر من 90000 وثيقة تتعلق بنشاط الجيش في أفغانستان وأكثر من 400000 وثيقة عن الحرب في العراق.

 

وأكثر من 500000 رسالة تم اعتراضها من أجهزة اللاسلكي أثناء الهجمات الإرهابية التي شهدتها الولايات المتحدة في الحادي عشر من سبتمبر 2001، أغلبها من قبل قسم شرطة نيويورك، مكتب التحقيقات الفدرالية والعديد من المنظمات التي تواجدت في أثناء الحادثة.

 

من ثم انقلب كل شيء راساً على عقب وتحولت حياة أسانج إلى أسوأ كوابيسه، فقد اتهمته محكمةٌ سويديةٌ باغتصاب اثنتين من موظفات ويكيليكس، وهو ما أنكره أسانج تماماً واعتبره جزءاً من مؤامرة لتشويه سمعته، وخطة لتسهيل نقله إلى الولايات المتحدة لمحاكمته، ومن ثم تم اعتقاله في بريطانيا في أواخر العام 2010 بناء على ما تم اتهامه به من قبل المحكمة السويدية، ليتم إطلاق سراحه بكفالة في وقت لاحق.

 

وفي نوفمبر 2011 أصدرت المحكمة البريطانية العليا قراراً بتسليمه للسويد على أساس دعوة الاغتصاب السابقة وقدم أسانج طعناً على الحكم إلا أنه قوبل بالرفض، ما دفعه للهرب إلى سفارة الإكوادور في لندن وطلب اللجوء السياسي لتجنب تسليمه إلى السويد لتوافق بعدها الإكوادور على طلبه وتمنحه حق اللجوء السياسي.

 

واستمرت إقامته هناك منذ هذا الوقت إلى حين الغدر به، ففي أبريل 2019، قامت دولة الإكوادور فجأة بإلغاء حق اللجوء له، لتقوم بعد ذلك القوات البريطانية باعتقاله واقتياده إلى السجن لمحاكمته نتيجة إخلاله بشروط إطلاق السراح وهروبه من المحكمة.

 

ومن ثم في 4 يناير 2021، رفضت المحكمة البريطانية العليا تسليم أسانج إلى الولايات المتحدة، مبررة قرارها هذا بالمخاوف على صحته النفسية، كونه يعاني من التوحد والاكتئاب والميول الانتحارية.

 

لكن لم يستمر هذا كثيراً، نظراً للضغوط الأمريكية على لندن، فحكمت المحكمة العليا يوم 10 ديسمبر 2021، بإلغاء قرار عدم ترحيل أسانج ليقع بعدها الرجل فريسة في يد الولايات المتحدة التي تسعى للقبض عليه من أكثر من 10 سنوات، ليلقى هناك اتهامات من قبيل الخيانة وإفشاء أسرار عسكرية تمس الأمن القومي الأمريكي.

 

اجمالاً، أي طرف يقوم بعرض الحقائق في الغالب يكون مصيره نفس مصير أسانج، لا سيما إذا طالت حقائقه منظمات كبيرة تقوم بعملها في سرية تامة بعيداً عن الرأي العام، مثل الجيش الأمريكي والمخابرات الأمريكية والسياسة الأمريكية بشكل عام.

 

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية